الأحد، 22 نوفمبر 2009

خواطر اصنصيرية



اليوم أثناء تواجدي في مركز بناء .. قررت ركوب المصعد للصعود للطابق الثالث .. وقدر الله أن من ركبت معي أرادت النزول للطابق الأول وعندما نزلت دخل معي 3 من الأخوات في المصعد .. وعندما هممنا بالصعود أغلق الباب الخارجي للمصعد فقط .. والباب الداخلي يغلق ويفتح من تلقاء نفسه .. لم نظن أبدا انه هنالك خلل .. في البداية كان الضحك سيد الموقف .. لكن عندما جد الجد .. قالت إحدى الأخوات منادية من في الخارج "حللوني " ضحكنا لكلمتها لكن عندما فكرت بها وجدت أنها كلمة تستحق أن تقال في مثل هذا الموقف ماذا لو فرغ الهواء ؟؟

قد نموت خنقا .. وماذا لو متنا وكان هناك من أخطأنا بحقه ولم نعتذر له ؟؟!!!

أبحرت مع أفكاري ..

لماذا نحن لا نعطي أقصى ما نستطيع إلا في وقت الشدة ؟؟

في وقت الرخاء لا يهمني من يغضب مني لأنه لابد وأن يرضى .. لكن بالشدة أراعي الجميع لماذا هذا الاختلاف ؟؟

قد أخطأ بحق فرد ويخطفه الموت بعد لحظات فمتى أجد الوقت للاعتذار ؟؟

ألا يجب أن نتعامل مع الناس بأفضل معاملة في جميع الأحوال ؟؟

تذكرنا أن باب المصعد الخارجي كتب عليه سنة التكبير عند الصعود .. يا إلهي لم نتذكر قولها عندما دخلنا ولكن تذكرنا الله عندما علقنا فبدأنا بالاستغفار والأذكار .. سبحان الله لا نتذكر أننا بحاجة إلى الله جل وعلا إلا في الشدة ؟؟؟

ألقت إحدى الأخوات خاطرة .. عن القبر وكيف أن هذا الصندوق الصغير يشبه القبر

وبعدها بقليل انطفأت الأنوار وكأنه مشهد للقبر .. أخذنا نستنجد بمن في الخارج .. لكن لو كان القبر فمن لنا غير الله ؟؟ هل عملنا لله وأحسنا بما فيه الكفاية ؟؟؟

أختي وشريكتي بالمدونة كانت في نفس المكان وقبل ثوان افترقنا أنا دخلت المصعد وهي صعدت بالسلم .. يا سبحان الله من كان يتخيل أن هذا سيحدث ؟؟ من منا توقع انه لن يلقى الآخر بعد ثوان ؟؟ من منا يأمن القدر ولو لثوان ؟؟

تجربة كانت مؤلمة لكنها مفيدة ..

قبل أيام كانت تتردد في ذهني مقولة " حتى نتعلم لابد أن نتألم " فهمت المعنى الحقيقي لها .. فهذه التجربة آلمتني لأني من مرضى الربو فكاد يغمى علي .. كنت أتعرق بشدة .. والعالم يلتف من حولي .. ولله الحمد خرجت بسلام لكني تعلمت منها .. أن الحياة قد تذهب بطرفة عين .. فيجب على الإنسان أن يتصرف بكل لحظة وكأنها آخر لحظات حياته .. عندما يؤذن المؤذن للصلاة يجب أن نسرع للصلاة ولا نؤجلها فقد تفوتنا للأبد .. عندما أهم بفعل شيء جيد يجب أن أبدأ من أول لحظة لأن التأجيل قد يخسرني متعة عملها للأبد .. عندما اختلف مع من حولي أبادر في فهم وجهات النظر وحل النزاع فربما تكون اللحظة الأخيرة التي نكون فيها معا

قد يكون لهذه التدوينة طابع متشائم لكنها مجموعة خواطر خرجت بها بعدما مررت بتجربة قاسية .. جمعت في لحيظاتها الـ "شطانة" والخوف والترقب .. فكانت النهاية مجموعة فوائد ظفرت بها

JJJ